ثمة سرّ في تلك القرى المنسيّة على امتداد مساحة أوطاننا العربية، القرى المنزوية، القديمة، والبعيدة.
ثمة علاقة حميمة، وبراءة بنكهة خاصّة، ودفء وحنان مميز يلفّ حدودها، كما كانت في الماضي، وفيما تبقى من أيامها في الحاضر، ما يجعلنا نفكر مرة أخرى في سلوكياتنا الاجتماعية الحديثة، بالغة البرودة، بالغة التكلّف، والسلبية.
في هذا النص، تستعرض الكاتبة قدرة وسام، بطل القصة، ذي الثمانية أعوام على تذكّر أسماء كل شخصيات القرية، حيث “الجميع يعرف الجميع”، تستعرض بساطة أن يتمكن طفل صغير من جمع الفرّان واللّحام وأستاذ المدرسة والجدة في “مباراة كرة سلة”، وبساطة أن يجمعهم على فكرة إيجابية رياضية دون تعقيد، ودون ألف حساب.
يستعرض هذا النص كيف يمتلك طفل مثل وسام إصرارًا وثقة تجعلانه يصنع تغييرًا مباشرًا في المجتمع، وذلك عن طريق تحريك أفراده بشكل شخصي وباستخدام مهاراتهم المختلفة لصنع التغيير. نص مكتوب بكلمات بسيطة كبساطة أهل القرية، يمكن للطفل أن يتابع أحداثه بفهمه للون الأدبي المطروح، “أدب الرسائل”. فيرى القارئ رسائل من جانب واحد فقط… من جانب وسام دون أن يرى ردود أخيه حسام، لأن وسام يستطيع أن يعبّر عما يجول في خاطره بذكاء على الرغم من بساطة فهمه للأمور أحيانا، بما فيها رسالته الأولى التي عاتب فيها حسام الذي لم يكشف له عن نوع الهدية التي أرسلها إليه. لقد اعتقد وسام أنها كرة قدم، ولعب بها مع أصدقائه ثم اكتشف أنها كرة سلة.
يكشف النص أيضا عن تحدي وسام لفكرة “اللعبة الجديدة” التي لا يعرفها أهل القرية؛ فيتعلّم مبادئها ويشارك أهل قريته البسطاء يومًا حافلا بالأحداث التي لا تنسى